قامت شبكة النساء كشركاء بالتطوير والتقدم في الأردن بعقد مؤتمر بعنوان " النوع لاجتماعي في عصركوفيد- 19/ فايروس كورونا " وذلك عبر المنصة الالكترونية (زوم )، استضاف المؤتمر عدد من المتحدثين البارزين في مجال النوع الاجتماعي وحقوق المرأة من الأردن والولايات المتحدة الأمريكية ولبنان وهدف المؤتمر إلى تسليط الضوءعلى التغييرالحاصل في ديناميكيات النوع الاجتماعي في خضم أزمة كوفيد-19 .
و في الافتتاح ، رحبت السيدة ميادة أبو جابر مدير شبكة النساء كشركاء في التطوير والتقدم- الاردن والرئيس التنفيذي لمؤسسة عالم الحروف بالحضور وقدمت لمحة موجزة عن الشبكة . ومن ثم تحدثت الدكتورة مي الريحاني، مديرة كرسي جبران للقيم والسلام في جامعة ميريلاند الأمريكية وكونها متابعة حثيثة للأخبار المتعلقة بأزمة فيروس كورونا ، أن التقارير العالمية تظهر أن نسبة النساء القادة اللواتي أتخذن إجراءات حاسمة مبكرة وذكية ساهمت بفاعلية في عبور بلادهن بسلام خلال أزمة كوفيد-19 هي أعلى من نسبة نظراؤهن من الرجال بالرغم من أن نسبة هؤلاء النساء لا تتجاوز نسبتهن الـ 7%. وذكرت أمثلة على ذلك كرئيسة وزارء نيوزلندا والمستشارة الألمانية ورئيسة تايوان ورئيسة وزراء ايسلندا والعديد من القيادات النسوية حول العالم.
ورجحت الدكتورة ريحاني إلى أن ذلك قد يرجع إلى أسلوب القيادة عند المرأة والذي يتميز بالتواصل الفعال، وأضافت أن هناك أيضا من القادة الرجال من أتخذوا إجراءات استراتيجية وفعالة حافظت على أرواح مواطنيهم مثل جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن والملك محمد السادس ملك المغرب ، ورئيس جنوب إفريقيا، وحاكم ولاية نيويورك.
و قدمت السيدة ميادة أبو جابر عرضا تقديميا اشتمل على الإجراءات الفعالة والسريعة التي قامت بها حكومة الأردن والتي ساهمت بشكل حاسم في انخفاض عدد الإصابات إلى الحد الأدنى، ثم استعرضت اختفاء النساء من الصورة في التغطية الإعلامية بالرغم أنهن يشاركن في الخطوط الأمامية جنبا إلى جنب مع الرجال في جهود التغلب على كوفيد-19 كما في القطاع الصحي ـ مما حدا بالشبكة إلى انتاج العديد من المواد الإعلامية لتسليط الضوء على الدور الهام الذي تقوم به المرأة العاملة في ظل هذه الظروف، وأكدت على اهمية تقديم التقدير لدور المرأة في الاقتصاد والمجتمع. ثم تحدثت مديرة التواصل أسيل العليلي من شبكة البارومترالعربية وهي شبكة بحثية مستقلة تقوم بإجراء إستطلاعات للرأي العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، حيث أشارت إلى أن البيانات تظهر ارتفاع حالات العنف الأسري وأنه ما زال هناك العديد من يعتقد أن العنف الأسري هو شأن عائلي وشخصي وأن هذا الاعتقاد يشكل تحديا كبيرا ، وأوصت في ختام حديثها بوجوب زيادة الوعي حول العنف المبني على النوع الاجتماعي و توعية رجال الأمن ورجال النظام القضائي وتقوية أنظمة الاستجابة في قطاع الرعاية الصحية وزيادة الدعم المقدم للمنظمات الداعمة للمرأة و تحدثت كريستينا كواك وهي زميل في مركزالتعليم في معهد بروكينغزعن تاثر قطاع التعليم بشكل عام إقليمياً وعالمياً بفعل كوفيد-19ـ وتأثر تعليم الفتيات بشكل خاص بسبب الأزمة .
حيث يصعب الوصول إلى الادوات اللازمة في المجتمعات المهمشة والدول ذات الدخل المحدود، كما تطرقت إلى أهمية قيام وزارات التربية والتعليم بتطوير تلك الأدوات من أجل التعليم عن بعد بما في ذلك توفر الحواسيب في المنزل وخدمات الانترنت من أجل ضمان الوصول إلى الأساليب المختلفة لنقل المعرفة والمعلومات. واختتم الحديث في المؤتمر سعادة القاضي الدكتور محمد الطراونة نائب رئيس محكمة التمييز الأردنية وعضو شبكة النساء كشركاء في التطوير والتقدم بالحديث أن بعض التقارير تشير إلى إزدياد حالات العنف الأسري في العالم بأسره كما في الأردن في ظل أزمة كوفيد-19 ، وأشار إلى أن العامل الاقتصادي والاحتكاك بين الأزواج بسبب الحظر هما المسببين الرئيسيين لهذا العنف، كما أشارإلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني في الحد من قضايا العنف الأسري، وأوصى بحكم خبرته كقاضي في هذا المجال إلى أهمية تفعيل آليات تقديم الشكاوي عبر الانترنت وعبر الخط الساخن وذلك بسبب الصعوبات الحالية في الوصول إلى العدالة في ظل هذه الظروف. .
من الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يأتي ضمن سلسة من المؤتمرات اللاحقة والتي سوف تركز على كيفية فهم أدوارالرعاية الجديدة التي يتم توليها من قبل الرجال والنساء في ظل الأزمة وكيفية تكيف كل منهما مع هذه التغيرات. تم متابعة المؤتمر على الهواء مباشرة من قبل العديد من المعنيين والمهتمين بشؤون المرأة والنوع الإجتماعي في الاردن والعالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية ودولة جنوب افريقيا .
للاطلاع على تفاصيل الخبر, انقر هنا